تسبب الوباء
في تفاقم عدم المساواة في متوسط العمر المتوقع بين مناطق فرنسا، حيث شهدت منطقة باريس انخفاضاً حاداً في متوسط العمر المتوقع بمقدار 1.4 سنة للنساء و 1.8 سنة للرجال بين 12 مليون شخص.
يعد هذا التطور مؤشراً على الآثار الواسعة النطاق للوباء على الصحة العامة والمجتمع في فرنسا، حيث تضررت الأحياء الفقيرة والأكثر اكتظاظاً بشكل أكبر، مقارنة بالمناطق الأغنى والأكثر تمدداً.
ويشير هذا الانخفاض
في متوسط العمر المتوقع إلى أهمية تعزيز الجهود للتصدي للوباء والحد من تأثيراته السلبية على الصحة والمجتمع، وتحقيق المساواة في فرص الوصول إلى الخدمات الصحية والرعاية اللازمة لجميع الفئات المجتمعية.
أكد المرصد
هذا الوضع المقلق من خلال جمع البيانات من عدة مؤسسات، من بينها الخدمة الصحية الإقليمية في باريس ووكالة الصحة العامة الفرنسية والمعهد الوطني الفرنسي للإحصاء والاقتصاد والمعهد الوطني الفرنسي للصحة والطب، وفقًا لما نشرته صحيفة “لو باريزيان” في 17 أبريل.
وتعتبر هذه المؤسسات من الجهات الرسمية المختصة في جمع البيانات الصحية والاجتماعية في فرنسا، ويعد استخدام هذه البيانات أساسيًا لتحليل حالة الصحة العامة في البلاد ورصد أي تغييرات أو تطورات تحدث فيها، بما في ذلك تأثير الأحداث الطارئة مثل جائحة كوفيد-19 على الصحة العامة.
قالت إيزابيلا غرايم
مديرة المرصد، إنه كان لدى منطقة باريس أعلى متوسط عمر متوقع في فرنسا حتى عام 2019، وكان يبلغ 81.4 سنة للرجال و 86.1 سنة للنساء، مقابل متوسط عمر متوقع وطني يبلغ 79.7 سنة للرجال و 85.7 سنة للنساء. ولكن تزايدت أعداد الوفيات خلال فترة الوباء بنسبة 20٪، مما أدى إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع بمقدار 1.4 سنة للنساء و 1.8 سنة للرجال. وإذا تم تحليل البيانات حسب المقاطعة، فإن الاختلافات تكون أكثر وضوحًا، حيث كان متوسط العمر المتوقع للرجال في مقاطعة سين سان دوني في منطقة باريس أقصر بمقدار 2.6 سنة مقارنة بالمتوسط الوطني في عام 2019، وتوسع هذا الفارق الآن إلى 3.9 سنوات.
تظهر البيانات
أن هناك اختلافات محلية واضحة في معدلات الوفيات المبكرة قبل سن الستين في مناطق مختلفة في فرنسا. فقد سجلت الدوائر السادسة عشرة والسادسة والسابعة في باريس، بالإضافة إلى جيف سور إيفيت في مقاطعة إيسون وسان كلود في مقاطعة هوت سين، أقل مستوى للوفيات المبكرة، بينما سجلت بوبيني وساسيل في وادي واز وسان جورج نوفو في وادي مارن، أعلى معدلات الوفيات المبكرة.
ويمكن أن ترتبط هذه الاختلافات بالعوامل المحلية المختلفة، مثل الفقر وصعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية، والتحديات الصحية الأخرى التي تواجهها المناطق المختلفة. ويمكن لهذه المعلومات أن تساعد في تحديد الأولويات والتركيز على المناطق التي تحتاج إلى دعم إضافي لتحسين صحة السكان.
على الرغم من أن معدل وفيات الرضع في فرنسا قد انخفض منذ بداية القرن العشرين، إلا أن المنطقة العاصمية باريس شهدت زيادة في هذه الأعداد منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي. وفقًا للمعطيات، بلغ متوسط عدد الرضع الذين يتوفون في غضون سبعة أيام من الولادة في باريس 11 لكل 1000 طفل، مقارنة بـ10.1 لكل 1000 طفل بين عامي 2017 و 2019، وكلاهما أعلى من المتوسط الوطني.
وفقًا للتقرير
يتم ربط هذه الظاهرة جزئيًا بارتفاع عوامل الخطر مثل الفقر والسمنة ومرض السكري، كما أن الوباء يزيد من عرضة السكان لخطر الصحة العقلية. وتشير الأرقام إلى زيادة نسبة الإصابة بالاكتئاب بين سكان منطقة باريس من 8.8٪ إلى 14.7٪ بين عامي 2017 و 2021، وفي الفئة العمرية 18-24 سنة، تقريبًا تضاعفت النسبة من 11.8٪ إلى 23.4٪. ويشير التقرير إلى ضرورة القلق بشأن نوعية حياة كبار السن في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة والتفاوتات الإقليمية الصارخة.
التعليقات مغلقة.